الشيخ حارث الضاري
مفكرة الإسلام: كشف "حارث الضاري"، رئيس "هيئة علماء المسلمين بالعراق، عن أن سورية رفضت طلبًا من الرئيس الموالي للاحتلال "جلال طالباني" بتسليمه إلى الحكومة العراقية.
اعتبر "الضاري" في حديث له مع صحيفة الحياة اللندنية ، أن خطة أمن بغداد التي بدأ تنفيذها أول أمس تستهدف أهل السنة والثأر والانتقام من المناطق التي عارضت الاحتلال.
وقال يبدو أن الرئيس الأمريكي "جورج بوش" لا يعمل وفق خطط واستراتيجيات لمصلحة بلده والمنطقة، بقدر ما يعمل بردود الأفعال وبما يتعلق به شخصيًا، لذلك نرى أن هذه الخطة هي كسابقاتها، يُراد منها إيقاع مزيد من العراقيين في براثن هذه القوى المتجبرة وإسالة كثير من الدماء.
وشدد على أن الخطة الأمنية الجديدة ليس الهدف منها أمن بغداد ولو كانت كذلك لشملت جميع المناطق التي يوجد بها الذين يرهبون الآمنين ولكنها بدأت بحي الأعظمية المحاصر الذي مضى على حصاره أكثر من عـــامين حتى صار حي أشباح بدعوى أن فيه إرهابيين.
وأكد الضاري أن الخطة الأمنية الجديدة تستهدف أهل السنة لأن القوى الحاكمة تقول للاحتلال: إن الأمن غير مستتب لأن "الإرهابيين" موجودون في هذه الأحياء.
وأوضح أن وزارتي الداخلية والدفاع التابعتان للأحزاب الحاكمة تبعثان ببرقياتهما اليومية وتقاريرهما الكيدية الكاذبة إلى قوات الاحتلال التي تدهم هذه المناطق.
وأشار الضاري إلى أن التفجير الذي وقع في سوق الصدرية جاء ليغطي على مجزرة النجف التي ارتكبتها الحكومة وراح ضحيتها أكثر من ألف قتيل وجريح من أبناء العشائر الجنوبية الشيعية على يد قوات الحكومة والاحتلال، وكذلك مجزرة قرية السمرة الواقعة قرب الصويرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 130 شخصًا، ما بين رجل وامرأة وكبير وصغير قصفتهم الطائرات الأمريكية ودمرت مساكنهم عليهم .
وألمح إلى أن فرق الموت وراء هذه الأعمال وأن الحكومة العراقية متورطة في كثير من أعمال الإجرام وإسالة الدماء في بغداد وضواحيها بل في كل العراق.
وردًا على سؤال حول دور إيران في العراق قال الضاري: أصبح الدور الإيراني اليوم واضحًا، وبدأت تتكشف هذه الحقائق، وأعلنت حقائق وستعلن حقائق كثيرة ، كان الاحتلال متسترًا على أعمال الإيرانيين وغيرهم في العراق أملاً منه في أن ينتهي ممن يسميهم "الإرهابيين" حتى يلتفت إليهم.
وتابع قائلاً "ولما ظن (الاحتلال) بأنه لا يستطيع ذلك، وبدا أن إيران تمد يدها أكثر فأكثر، بدأت أمريكا تظهر هذه الأوراق، وأعتقد بأن لديها مزيدًا من الأوراق التي ستكشفها في الأيام المقبلة".
وأشار إلى أن الهدف من زيارته لسوريا عقب زيارة طالباني تهدف لضمان عدم انحياز دمشق لأي طرف على حساب الطرف الآخر.
وكشف عن طلب لطالباني من الحكومة السورية تسليم بعض المسئولين ومنهم حارث الضاري، لكن سورية ردت عليهم: إنكم كنتم عندنا سابقًا، وطلب منا أن نسلمكم إلى النظام السابق في العراق، لكننا رفضنا.
وفي إجابته عن سؤال حول لقائه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" قال: إن لقاءه بمشعل في سوريا ليس هو أول لقاء بينهما بل هذا هو اللقاء الخامس أو السادس بينهم.
وأضاف نحن نلتقي دوريًا معه ومع كل قادة المقاومة الفلسطينية، التقينا مع قيادات «فتح» وكذلك قيادات المقاومة في العراق وجميع الأطراف الوطنية العراقية بما فيهم "محمد يونس" عضو القيادة القطرية لحزب البعث وغيرهم.
وعن إقامته في سوريا ، أوضح أن الإقامة شبه الدائمة في الأردن، ومنها ننتقل، وربما الوجود الثاني الأطول في سورية لأن هذين البلدين مجاوران للعراق وفيهما أكبر عدد من العراقيين الذين يهمنا أمرهم.