بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤال.. جوابه موجود ..لكن الغفلة أو التكبر هو عدم معرفة الكثير له ؟؟
قد سألتم أو استغربتم .. وما الغريب إلا الشيطان..
- ماحكم إسبال الثوب ..؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من جر ثوبه خيلاء لم يُنظر إليه يوم القيامة))
وقال أيضا ((ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))
ألان عرفتم المغزى والقصد.!
قد يكون هذا الموضوع اليوم وبالوقت الحالي غير مهم بالنسبة للكثير وقد تغافلوه أو حتى لايعرفون ماهيته
وأنا أرى أنه تفشى وأصبح أمرا عاديا وأنا ألمتني تلك المشاهد كثيرا أن أرى أمتي وقد أصابها عدم الاكتراث لسبب من أسباب دخول النار وأنا احترق قهرا من أبناء أمتي مسلمين تربوا تربيه إسلاميه دراسية واجتماعيه وهناك من أبنائهم
من أصبح عالما وشيخا يلم بأمور الدين يفتي وينصح أذا استصعب عليهم أمرا يرجعوا إليه بعد الله..
عندما تقع عيني على رجل قد جر ثوبه خلفه خيلاء وكبرا ماذا ترك للنساء ياترى !؟؟
هل تثاقل لسانه للخائط ولم يقل له أريد ثوبي إلي كعبيني ؟؟ لا أظن ..
أم انه أصبح الدين مزهو لا لايزيد أو ينقص من شي .. يــــــــا الله ما مصير هذا الشخص أللذي أسبل ثوبه
أو ينطبق عليهم (( الحمار يحمل أسفارا ))
نعم لاتؤاخذوني على هذا التشبيه انتم أهل الدين وأمة محمد غفلتم أو تغافلتم كالذي يحمل الكتابة ولا يعرف فحوى هذا الكتاب ..
وأنا اعلم وعلى يقين أن من يفعل هذا اغلبهم من المتعلمين والفاهمين.. لماذا إذا رأيت رجال كبار السن ولم يشغلهم جهلهم ويصرفهم أو تعذروا بعدم توفر التعليم بذاك الزمن ؟؟ بل أراهم متمسكين إلى أخر نفس بدينهم وتعاليمه..
هل تريد أخي المسلم أن يصد الله عنك في يوم لاظل ألا ظله ..
فأنا ادعوا الكثير ألان أن يرجعوا ألا الله وأن يتنبهوا (( أن الله يمهل ولايهمل ))
كتبت هذا المقال وأنا كلي حسره على أبناء أمتي ابنا الإسلام أبناء امة محمد
وعسى الله أن تستفيدون منه وان تنقلوه وتنشروه لتعم الفائدة ولتنقذوا من جهل بالدين أو الصد عنه..
وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
وهذا خطبه للشيخ يحيى بن موسى الزهراني
معاشر المسلمين : مع مر السنين ، وتقدم الزمان ، وانشغال كثير من المسلمين بالحياة الدنيا ، ومع ترك الدين تعلماً وتعليماً ، ومع ما يعيشه العالم الإسلامي من تقدم حضاري زائف ، مستمدٍ من حضارة المغضوب عليهم والضّالين ، مع ذلك كله وغيره ، عمّ الجهل بالدين أوساط المسلمين . فثلمت أحكام الدين ، واندرست بعض معالم الشريعة ، بسبب اتباع أحمق ، ورأي أخرق ، وسماع لكل ناعق ، فتساهل الناس في هذا الزمان باللباس ، ولم يكترث به كثير من الرجال ، حتى تعدوا حدود الله ، وعصوا رسوله ، وبدأت في هذا الزمان علامة من علامات الساعة تتحقق ، وأمارة من أماراتها تظهر ، إنها سنة الله تعالى في خلقه ، فاندرس العلم وقُبض ، بقبض العلماء الأجلاء ، حتى لم يبق الاّ الجهلاء ، فنشروا السقيم من الفتوى ، وعمّت الفوضى ، والعاقل بذلك لا يرضى ، فسبحان الله رب البريات . فأي إتباع لنبي الهدي هذا ، والله يقول " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ، وأي إعتزاز بالإسلام هذا ، والناس لأوامره لم يذعنوا ، ولنواهيه لم ينزجروا ، " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه " ، " أيبتغون عندهم العزة فإنّ العزة لله جميعاً " ، وقال عمر رضي الله عنه " كنّا أذلّةً فأعزنا الله بالإسلام " .
نعم يا عباد الله : من ابتغى العزة في غير الاسلام أذله الله تعالى على رؤوس الأشهاد ، وخاب وخسر على مرأى من العباد . قال صلى الله عليه وسلم " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة " ، فالخيلاء هو التكبر ، وينشأ عن فضيلة يراها الإنسان في نفسه فيترفع بها على الناس ، فيتكبر عليهم ويتعاظم ، وأمواج المعاصي به تتلاطم ، ولم يعلم أن من تواضع لله رفعه ، ومن تعاظم على الله وضعه .
قال صلى الله عليه وسلم " أزرة المسلم إلى نصف الساق ، ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل الكعبين فهو في النار " ] حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما [ ، لقد تجبر كثير من الناس ، وطغوا وبغوا ، وعن الحق زاغوا ، فارتكبوا محارم الله تعالى ، وتركوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فهم للنواهي مرتكبين ، وللأوامر معرضين ، وعن الجنة راهبين ، وإلى النار راغبين . لقد تناس كثير من الناس حرمة الإسبال في اللباس ، فجزوّا ثيابهم حمقاً وجهلاً ، متناسين حرمة ذلك عليهم ، فقد جاء في الحديث أنّ أزرة المسلم ما بين الكعب إلى نصف الساق ، فمن أرخى ثوبه عن الكعب فقد وقع في الحرام ، وعرّض نفسه للعذاب والآلام ، ومن رفع ثوبه فوق نصف الساق فقد تنطع في دين الله ، وابتدع فيه ، وقال صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " ] رواه مسلم [ . فإسبال الثياب في حق الرجال أمر محرم شرعاً ، لما يسببه من مفاسد تضر بالفرد والمجتمع ، من كبرٍ وعنادٍ وجرٍ للأوساخ وحملٍ للقاذورات .
أيها المسلمون : الإسبال خطره عظيم ، وذنبه جسيم ، فهو سبب لعدم قبول العمل الصالح ، وسبب لرد الدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم " وإنّ الله لا يقبل صلاة رجل مسبل " حديث ضعيف ، يعضده حديث ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء ، فليس من الله في حل ولا حرم " . وأماّ في عدم قبول الدعاء ، " فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذي بالحرام ، فأنّى يستجاب له " ] مسلم [ ، فاحذر يا من تسبل إزارك ، يا من تجر ثيابك ، احذر من عاقبة ذلك ، فإنه لا يقبل منك عمل ولا يرفع لك دعاء ، انتبه أيها المسبل فأنت على خطر عظيم ، ومُتَوعد بالعقاب الأليم ، وصلاتك وأنت مسبل إزارك محل نظر من حيث الصحة ، لأن الثوب الطويل الذي هو أسفل من الكعبين ثوب محرم ، والصلاة في الثوب المحرم غير صحيحة عند جمع من العلماء ، وصحيحه مع الإثم والذنب عند آخرين ، فالأمر عظيم ، والخطب جسيم ، فيا ويلك يا مسكين إن لم تُقبل لك صلاة ، ولم يُرفع لك دعاء ، ألم تعلم أنّ أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ، فكيف تعرض على ربك صلاة ناقصة مخدوشة ، فما فائدة الأعمال إن لم تقبل الصلاة . قال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره ، والمنان فيما أعطى ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " [ رواه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " [ رواه البخاري ] ، في هذين الحديثين دلالة على تحريم إسبال الثياب ، وأن الله تعالى يعاقب على ذلك أشد العقاب ، وأن سبب الإسبال هو الكبر والعناد ، والإستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان السبب هو الخيلاء ، فيخشى على من فعل ذلك من العقوبة العاجلة قبل الآجلة ، ومن أسبل ثوبه مستهزئاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو كافر والعياذ بالله .
معاشر المسلمين : إن الإسبال في جميع الملابس حرام ، وجاء تحريمه على لسان أصدق البشر محمد صلى الله عليه وسلم مستمدّاً ذلك من شريعة رب البشر . إنّ أسباب الإسبال لا تخرج عن الخيلاء والكبر والتعاظم على الله وعلى خلقه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " إرفع إزارك إلى نصف الساقين ، فإنّ أبَييت فإلى الكعبين ، وإيّاك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة " ] حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي [ . إنها حقيقة مرة ، وواقعة مؤلمة ، يحاول الفرار منها كل مسبل لإزاره ، وكل جار لثوبه . قد يقول من لا نصيب له من العلم ولاحظ له من الفهم ، أنه يسبل ثوبه خشية من الناس وخوفاً ، والله تعالى يقول " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين " . أو يقول : يسبل إزاره من الناس حياءً ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " فالله أحق أن يستحيا منه " . ومن الناس من يطيل ثوبه عادةً وتقليداً ، فقد كذب وما صدق ، فعن الحق حاد ، وإلى الباطل عاد ، العادة والعرف إذا خالفت الشرع المطهر ، لا حاجة إليها ، ولا داعي لها ، بل يضرب بها هنا وهناك . فأين تذهب من تلك الأدلة يا مسبلاً إزارك ، ويا جاراًّ لثوبك ، أتراك تدس رأسك كالنعامة في التراب ، أم تقول كما قالت اليهود " سمعنا وعصينا " ، فمسخهم الله قردةً وخنازير . ما أحرانا بالتمسك بالكتاب العزيز ، واتباع سنة سيد المرسلين ، ففيهما الفوز والنجاة . الفوز بالجنة والنجاة من النار . قد يقول قائلهم إن أبا بكر رضي الله عنه كان يجر ثوبه ، فنقول له : إن كنت تريد عن ذلك دليلاً للإسبال عليه تستند ومنه تستفد ، فكلامك حلواً يحمل سمّاً رعافاً ، ظاهره فيه الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب ، نعم إن أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامه " فقال أبو بكر : إن أحد شقّ إزاري يسترضي إلا أني أتعاهده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لست ممن يفعله خيلاء . فالنبي صلى الله عليه وسلم شهد لأبي بكر بالجنة وشهد له بأنه ممن لا يسبل إزاره خيلاء ، ولكنه كان رضي الله عنه رجلاً نحيفاً قليل اللحم لا يستقر عليه إزاره فيسترخي وكلما استرخى تعاهده مزقه .
فيا من تسبل إزارك وتطيل ثوبك : هل شهد لك النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ؟ هل زكاك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد لك بعدم الخيلاء ؟ هل تتعاهد ثوبك كلما نزل عن كعبك ؟ .. لا أظنك إلاّ ستقول في قرارة نفسك لا ، وهذه هي الحقيقة .
أيها المسبل .. أيها الجار لثوبه خيلاء : يا من تُسبل إزارك خشية من الناس وحياءً .. أما آن لك أن تتوب إلى ربك ، أما آن لك تعود عن غيّك وتعود إلى رشدك ، إتق الله واستحي من الله ولا تخشى إلاّ الله ، ولا تأخذك في دينك لومة لائم ، ولا نعيق نائم ، ولا همهمة قائم . ما قيمة حياة لا تقبل فيها صلاة ، وما قيمة حياة لا يرفع فيها دعاء ، وما قيمة حياة ينتظر صاحبها البطش والعذاب في قبره ويوم محشره . واعلموا عباد الله أن الإسبال ليس في الثياب فقط ، بل في القميص وكم الثوب ، فلا يتعدى الرسغ ، هكذا كان كم النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي العمامة فلا تصل إلى الإلية بل تكون فوقها ، وأفضل من ذلك أن تكون في وسط الظهر ، قال صلى الله عليه وسلم " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " ] حديث صحيح رواه أهل السنن إلاّ الترمذي [ . ومن الألبسة المحرمة على الرجال لباس الشهرة وهو اللباس الذي لم يتعهد الناس لبسه بينهم فهو حرام للنهي الوارد عنه . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون * إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
ملاحظه .. الموضوع من جهدي ..
اختكم بالله روح الفصيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤال.. جوابه موجود ..لكن الغفلة أو التكبر هو عدم معرفة الكثير له ؟؟
قد سألتم أو استغربتم .. وما الغريب إلا الشيطان..
- ماحكم إسبال الثوب ..؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من جر ثوبه خيلاء لم يُنظر إليه يوم القيامة))
وقال أيضا ((ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))
ألان عرفتم المغزى والقصد.!
قد يكون هذا الموضوع اليوم وبالوقت الحالي غير مهم بالنسبة للكثير وقد تغافلوه أو حتى لايعرفون ماهيته
وأنا أرى أنه تفشى وأصبح أمرا عاديا وأنا ألمتني تلك المشاهد كثيرا أن أرى أمتي وقد أصابها عدم الاكتراث لسبب من أسباب دخول النار وأنا احترق قهرا من أبناء أمتي مسلمين تربوا تربيه إسلاميه دراسية واجتماعيه وهناك من أبنائهم
من أصبح عالما وشيخا يلم بأمور الدين يفتي وينصح أذا استصعب عليهم أمرا يرجعوا إليه بعد الله..
عندما تقع عيني على رجل قد جر ثوبه خلفه خيلاء وكبرا ماذا ترك للنساء ياترى !؟؟
هل تثاقل لسانه للخائط ولم يقل له أريد ثوبي إلي كعبيني ؟؟ لا أظن ..
أم انه أصبح الدين مزهو لا لايزيد أو ينقص من شي .. يــــــــا الله ما مصير هذا الشخص أللذي أسبل ثوبه
أو ينطبق عليهم (( الحمار يحمل أسفارا ))
نعم لاتؤاخذوني على هذا التشبيه انتم أهل الدين وأمة محمد غفلتم أو تغافلتم كالذي يحمل الكتابة ولا يعرف فحوى هذا الكتاب ..
وأنا اعلم وعلى يقين أن من يفعل هذا اغلبهم من المتعلمين والفاهمين.. لماذا إذا رأيت رجال كبار السن ولم يشغلهم جهلهم ويصرفهم أو تعذروا بعدم توفر التعليم بذاك الزمن ؟؟ بل أراهم متمسكين إلى أخر نفس بدينهم وتعاليمه..
هل تريد أخي المسلم أن يصد الله عنك في يوم لاظل ألا ظله ..
فأنا ادعوا الكثير ألان أن يرجعوا ألا الله وأن يتنبهوا (( أن الله يمهل ولايهمل ))
كتبت هذا المقال وأنا كلي حسره على أبناء أمتي ابنا الإسلام أبناء امة محمد
وعسى الله أن تستفيدون منه وان تنقلوه وتنشروه لتعم الفائدة ولتنقذوا من جهل بالدين أو الصد عنه..
وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
وهذا خطبه للشيخ يحيى بن موسى الزهراني
معاشر المسلمين : مع مر السنين ، وتقدم الزمان ، وانشغال كثير من المسلمين بالحياة الدنيا ، ومع ترك الدين تعلماً وتعليماً ، ومع ما يعيشه العالم الإسلامي من تقدم حضاري زائف ، مستمدٍ من حضارة المغضوب عليهم والضّالين ، مع ذلك كله وغيره ، عمّ الجهل بالدين أوساط المسلمين . فثلمت أحكام الدين ، واندرست بعض معالم الشريعة ، بسبب اتباع أحمق ، ورأي أخرق ، وسماع لكل ناعق ، فتساهل الناس في هذا الزمان باللباس ، ولم يكترث به كثير من الرجال ، حتى تعدوا حدود الله ، وعصوا رسوله ، وبدأت في هذا الزمان علامة من علامات الساعة تتحقق ، وأمارة من أماراتها تظهر ، إنها سنة الله تعالى في خلقه ، فاندرس العلم وقُبض ، بقبض العلماء الأجلاء ، حتى لم يبق الاّ الجهلاء ، فنشروا السقيم من الفتوى ، وعمّت الفوضى ، والعاقل بذلك لا يرضى ، فسبحان الله رب البريات . فأي إتباع لنبي الهدي هذا ، والله يقول " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ، وأي إعتزاز بالإسلام هذا ، والناس لأوامره لم يذعنوا ، ولنواهيه لم ينزجروا ، " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه " ، " أيبتغون عندهم العزة فإنّ العزة لله جميعاً " ، وقال عمر رضي الله عنه " كنّا أذلّةً فأعزنا الله بالإسلام " .
نعم يا عباد الله : من ابتغى العزة في غير الاسلام أذله الله تعالى على رؤوس الأشهاد ، وخاب وخسر على مرأى من العباد . قال صلى الله عليه وسلم " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة " ، فالخيلاء هو التكبر ، وينشأ عن فضيلة يراها الإنسان في نفسه فيترفع بها على الناس ، فيتكبر عليهم ويتعاظم ، وأمواج المعاصي به تتلاطم ، ولم يعلم أن من تواضع لله رفعه ، ومن تعاظم على الله وضعه .
قال صلى الله عليه وسلم " أزرة المسلم إلى نصف الساق ، ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل الكعبين فهو في النار " ] حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما [ ، لقد تجبر كثير من الناس ، وطغوا وبغوا ، وعن الحق زاغوا ، فارتكبوا محارم الله تعالى ، وتركوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فهم للنواهي مرتكبين ، وللأوامر معرضين ، وعن الجنة راهبين ، وإلى النار راغبين . لقد تناس كثير من الناس حرمة الإسبال في اللباس ، فجزوّا ثيابهم حمقاً وجهلاً ، متناسين حرمة ذلك عليهم ، فقد جاء في الحديث أنّ أزرة المسلم ما بين الكعب إلى نصف الساق ، فمن أرخى ثوبه عن الكعب فقد وقع في الحرام ، وعرّض نفسه للعذاب والآلام ، ومن رفع ثوبه فوق نصف الساق فقد تنطع في دين الله ، وابتدع فيه ، وقال صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " ] رواه مسلم [ . فإسبال الثياب في حق الرجال أمر محرم شرعاً ، لما يسببه من مفاسد تضر بالفرد والمجتمع ، من كبرٍ وعنادٍ وجرٍ للأوساخ وحملٍ للقاذورات .
أيها المسلمون : الإسبال خطره عظيم ، وذنبه جسيم ، فهو سبب لعدم قبول العمل الصالح ، وسبب لرد الدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم " وإنّ الله لا يقبل صلاة رجل مسبل " حديث ضعيف ، يعضده حديث ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء ، فليس من الله في حل ولا حرم " . وأماّ في عدم قبول الدعاء ، " فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذي بالحرام ، فأنّى يستجاب له " ] مسلم [ ، فاحذر يا من تسبل إزارك ، يا من تجر ثيابك ، احذر من عاقبة ذلك ، فإنه لا يقبل منك عمل ولا يرفع لك دعاء ، انتبه أيها المسبل فأنت على خطر عظيم ، ومُتَوعد بالعقاب الأليم ، وصلاتك وأنت مسبل إزارك محل نظر من حيث الصحة ، لأن الثوب الطويل الذي هو أسفل من الكعبين ثوب محرم ، والصلاة في الثوب المحرم غير صحيحة عند جمع من العلماء ، وصحيحه مع الإثم والذنب عند آخرين ، فالأمر عظيم ، والخطب جسيم ، فيا ويلك يا مسكين إن لم تُقبل لك صلاة ، ولم يُرفع لك دعاء ، ألم تعلم أنّ أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ، فكيف تعرض على ربك صلاة ناقصة مخدوشة ، فما فائدة الأعمال إن لم تقبل الصلاة . قال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره ، والمنان فيما أعطى ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " [ رواه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " [ رواه البخاري ] ، في هذين الحديثين دلالة على تحريم إسبال الثياب ، وأن الله تعالى يعاقب على ذلك أشد العقاب ، وأن سبب الإسبال هو الكبر والعناد ، والإستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان السبب هو الخيلاء ، فيخشى على من فعل ذلك من العقوبة العاجلة قبل الآجلة ، ومن أسبل ثوبه مستهزئاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو كافر والعياذ بالله .
معاشر المسلمين : إن الإسبال في جميع الملابس حرام ، وجاء تحريمه على لسان أصدق البشر محمد صلى الله عليه وسلم مستمدّاً ذلك من شريعة رب البشر . إنّ أسباب الإسبال لا تخرج عن الخيلاء والكبر والتعاظم على الله وعلى خلقه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " إرفع إزارك إلى نصف الساقين ، فإنّ أبَييت فإلى الكعبين ، وإيّاك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة " ] حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي [ . إنها حقيقة مرة ، وواقعة مؤلمة ، يحاول الفرار منها كل مسبل لإزاره ، وكل جار لثوبه . قد يقول من لا نصيب له من العلم ولاحظ له من الفهم ، أنه يسبل ثوبه خشية من الناس وخوفاً ، والله تعالى يقول " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين " . أو يقول : يسبل إزاره من الناس حياءً ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " فالله أحق أن يستحيا منه " . ومن الناس من يطيل ثوبه عادةً وتقليداً ، فقد كذب وما صدق ، فعن الحق حاد ، وإلى الباطل عاد ، العادة والعرف إذا خالفت الشرع المطهر ، لا حاجة إليها ، ولا داعي لها ، بل يضرب بها هنا وهناك . فأين تذهب من تلك الأدلة يا مسبلاً إزارك ، ويا جاراًّ لثوبك ، أتراك تدس رأسك كالنعامة في التراب ، أم تقول كما قالت اليهود " سمعنا وعصينا " ، فمسخهم الله قردةً وخنازير . ما أحرانا بالتمسك بالكتاب العزيز ، واتباع سنة سيد المرسلين ، ففيهما الفوز والنجاة . الفوز بالجنة والنجاة من النار . قد يقول قائلهم إن أبا بكر رضي الله عنه كان يجر ثوبه ، فنقول له : إن كنت تريد عن ذلك دليلاً للإسبال عليه تستند ومنه تستفد ، فكلامك حلواً يحمل سمّاً رعافاً ، ظاهره فيه الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب ، نعم إن أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامه " فقال أبو بكر : إن أحد شقّ إزاري يسترضي إلا أني أتعاهده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لست ممن يفعله خيلاء . فالنبي صلى الله عليه وسلم شهد لأبي بكر بالجنة وشهد له بأنه ممن لا يسبل إزاره خيلاء ، ولكنه كان رضي الله عنه رجلاً نحيفاً قليل اللحم لا يستقر عليه إزاره فيسترخي وكلما استرخى تعاهده مزقه .
فيا من تسبل إزارك وتطيل ثوبك : هل شهد لك النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ؟ هل زكاك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد لك بعدم الخيلاء ؟ هل تتعاهد ثوبك كلما نزل عن كعبك ؟ .. لا أظنك إلاّ ستقول في قرارة نفسك لا ، وهذه هي الحقيقة .
أيها المسبل .. أيها الجار لثوبه خيلاء : يا من تُسبل إزارك خشية من الناس وحياءً .. أما آن لك أن تتوب إلى ربك ، أما آن لك تعود عن غيّك وتعود إلى رشدك ، إتق الله واستحي من الله ولا تخشى إلاّ الله ، ولا تأخذك في دينك لومة لائم ، ولا نعيق نائم ، ولا همهمة قائم . ما قيمة حياة لا تقبل فيها صلاة ، وما قيمة حياة لا يرفع فيها دعاء ، وما قيمة حياة ينتظر صاحبها البطش والعذاب في قبره ويوم محشره . واعلموا عباد الله أن الإسبال ليس في الثياب فقط ، بل في القميص وكم الثوب ، فلا يتعدى الرسغ ، هكذا كان كم النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي العمامة فلا تصل إلى الإلية بل تكون فوقها ، وأفضل من ذلك أن تكون في وسط الظهر ، قال صلى الله عليه وسلم " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " ] حديث صحيح رواه أهل السنن إلاّ الترمذي [ . ومن الألبسة المحرمة على الرجال لباس الشهرة وهو اللباس الذي لم يتعهد الناس لبسه بينهم فهو حرام للنهي الوارد عنه . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون * إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
ملاحظه .. الموضوع من جهدي ..
اختكم بالله روح الفصيد