تباينت آراء الباحثين والمؤرخين حول الانتماء الحقيقي للكرد وجنس أسلافهم التاريخيين، وهذا ما انعكس بدوره على العصر التاريخي الذي يستطيع الباحث أن يعتمده كبداية للتاريخ الكردي قبل الإسلام.
ولكن استنادا إلى مصادر تاريخ الكرد قبل الإسلام من دينية (توراتية ومسيحية) ويونانية وإرمنية وفارسية وإلى الرأي الراجح بانتماء اللغات الميدية والكردية والفارسية إلى أرومة اللغات الهندوإيرانية، استنادا إلى هذه البينات فإن المستشرق الروسي مينورسكي طرح نظرية مفادها أن الكرد ما هم إلا أحفاد الميديين الذين هاجروا من المناطق التي تحيط ببحر قزوين غرباً وجنوباً نحو الغرب (كردستان) بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 ق.م. جاء ذلك في المؤتمر العشرين للاستشراق الدولي الذي عقد في بروكسل عام 1938 م.
وكان الصراع سجالاً بين الميديين (أجداد الكرد الحاليين) والآشوريين في الفترة من 836 ق.م إلى غاية 612 ق.م عندما تمكن الميديون بالتحالف مع الكلدانيين بقيادة زعيمهم نبوبلاصر من إلحاق الهزيمة بالآشوريين واحتلال عاصمتهم نينوى عام 612 ق.م، وبذلك تقاسمت الدولتان الميدية والكلدانية منطقة الشرق الأدنى مناصفةً بينهما.
وفي الوقت الحاضر فإن غالبية المؤرخين والباحثين الكرد يعتبرون الميديين أسلاف الكرد الحاليين وعلى هذا الأساس اعتبروا بداية ظهور الميديين ككيان سياسي عام 700ق.م تقريبا بداية للتاريخ الكردي على غرار الأمم الأخرى.
وفي سنة 550 ق. م تمكن زعيم قبائل البارسيين(الفرس) كورش الإخميني من الانقلاب على جده لأمه الملك الميدي (أستياكس) في العاصمة (همكتانا – همدان) فأسس أول دولة فارسية في التاريخ تحت اسم (الدولة الإخمينية).
وبخصوص الحضارة الميدية وإسهاماتها في خدمة البشرية فإن العديد من التنظيمات الإدارية والسياسية والعسكرية الميدية اقتبسها مهنم الإخمينيون، كالألقاب الرسمية وتنظيم إدارة الدولة والمصطلحات العسكرية كـ(قائد مائة جندي- أو آمر الفصيل- والمسؤول عن العينة– وهيئة العقاب)، وقد نظم أحد الباحثين الأوروبيين قائمة بتلك المصطلحات الميدية التي كانت تستعملها الإدارة الإخمينية، واستعارها فيما بعد اليونانيون الإغريق والرومان.
كما أن إحدى قبائل الميديين وهي الزاكروتيين طغى اسمها على الجبال التي تفصل العراق عن إيران وهي سلسلة جبال زاكروس.
أما زرادشت الذي يعد نبياً أو فيلسوفاً إيرانياً على أقل تقدير فقد ولد في منطقة الشيز في مقاطعة ميديا وعاش في العصر الميدي في الحقبة ما بين 660-583 ق.م. وكتب وصاياه بالخط الميدي، ولغة كتابه المقدس (الآفيستا- الآوستا– الآبستاق) في نظر غالبية الباحثين الأوروبيين هي اللغة الميدية، فلاعجب إن كان للحضارة الميدية تأثير كبير وإسهام فعال في تكوين البنية الفكرية والروحية للشعوب الهندوإيرانية وجيرانهم الساميين.
ومن جانب آخر كان من نتائج التحالف الميدي الكلداني أن حدثت مصاهرة بين الجانبين، حيث تزوج نبوخذ نصر ابن الملك الكلداني نبوبلاصر أميتس ابنة الملك الميدي أستياكس، وعندما لم تستطع أن تساير البيئة الجديدة التي بدأت العيش فيها لأن مدينة بابل عاصمة الدولة الكلدانية أرض سهلية وهي ابنة الجبال، بنى لها زوجها الملك نبوخذ نصر برجا هائلاً على شكل جبل وبطريقة ميكانيكية رفع إليها الماء من نهر الفرات، وقد سمى الأقدمون هذا البرج بالجنائن المعلقة، وعدت إحدى عجائب الدنيا السبع.
دراسة للدكتور فرست مرعي رئيس مركز الدراسات الكردية/دهوك
ولكن استنادا إلى مصادر تاريخ الكرد قبل الإسلام من دينية (توراتية ومسيحية) ويونانية وإرمنية وفارسية وإلى الرأي الراجح بانتماء اللغات الميدية والكردية والفارسية إلى أرومة اللغات الهندوإيرانية، استنادا إلى هذه البينات فإن المستشرق الروسي مينورسكي طرح نظرية مفادها أن الكرد ما هم إلا أحفاد الميديين الذين هاجروا من المناطق التي تحيط ببحر قزوين غرباً وجنوباً نحو الغرب (كردستان) بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 ق.م. جاء ذلك في المؤتمر العشرين للاستشراق الدولي الذي عقد في بروكسل عام 1938 م.
وكان الصراع سجالاً بين الميديين (أجداد الكرد الحاليين) والآشوريين في الفترة من 836 ق.م إلى غاية 612 ق.م عندما تمكن الميديون بالتحالف مع الكلدانيين بقيادة زعيمهم نبوبلاصر من إلحاق الهزيمة بالآشوريين واحتلال عاصمتهم نينوى عام 612 ق.م، وبذلك تقاسمت الدولتان الميدية والكلدانية منطقة الشرق الأدنى مناصفةً بينهما.
وفي الوقت الحاضر فإن غالبية المؤرخين والباحثين الكرد يعتبرون الميديين أسلاف الكرد الحاليين وعلى هذا الأساس اعتبروا بداية ظهور الميديين ككيان سياسي عام 700ق.م تقريبا بداية للتاريخ الكردي على غرار الأمم الأخرى.
وفي سنة 550 ق. م تمكن زعيم قبائل البارسيين(الفرس) كورش الإخميني من الانقلاب على جده لأمه الملك الميدي (أستياكس) في العاصمة (همكتانا – همدان) فأسس أول دولة فارسية في التاريخ تحت اسم (الدولة الإخمينية).
وبخصوص الحضارة الميدية وإسهاماتها في خدمة البشرية فإن العديد من التنظيمات الإدارية والسياسية والعسكرية الميدية اقتبسها مهنم الإخمينيون، كالألقاب الرسمية وتنظيم إدارة الدولة والمصطلحات العسكرية كـ(قائد مائة جندي- أو آمر الفصيل- والمسؤول عن العينة– وهيئة العقاب)، وقد نظم أحد الباحثين الأوروبيين قائمة بتلك المصطلحات الميدية التي كانت تستعملها الإدارة الإخمينية، واستعارها فيما بعد اليونانيون الإغريق والرومان.
كما أن إحدى قبائل الميديين وهي الزاكروتيين طغى اسمها على الجبال التي تفصل العراق عن إيران وهي سلسلة جبال زاكروس.
أما زرادشت الذي يعد نبياً أو فيلسوفاً إيرانياً على أقل تقدير فقد ولد في منطقة الشيز في مقاطعة ميديا وعاش في العصر الميدي في الحقبة ما بين 660-583 ق.م. وكتب وصاياه بالخط الميدي، ولغة كتابه المقدس (الآفيستا- الآوستا– الآبستاق) في نظر غالبية الباحثين الأوروبيين هي اللغة الميدية، فلاعجب إن كان للحضارة الميدية تأثير كبير وإسهام فعال في تكوين البنية الفكرية والروحية للشعوب الهندوإيرانية وجيرانهم الساميين.
ومن جانب آخر كان من نتائج التحالف الميدي الكلداني أن حدثت مصاهرة بين الجانبين، حيث تزوج نبوخذ نصر ابن الملك الكلداني نبوبلاصر أميتس ابنة الملك الميدي أستياكس، وعندما لم تستطع أن تساير البيئة الجديدة التي بدأت العيش فيها لأن مدينة بابل عاصمة الدولة الكلدانية أرض سهلية وهي ابنة الجبال، بنى لها زوجها الملك نبوخذ نصر برجا هائلاً على شكل جبل وبطريقة ميكانيكية رفع إليها الماء من نهر الفرات، وقد سمى الأقدمون هذا البرج بالجنائن المعلقة، وعدت إحدى عجائب الدنيا السبع.
دراسة للدكتور فرست مرعي رئيس مركز الدراسات الكردية/دهوك